جديد المدونة

11 يونيو، 2011

طفلة الأنابيب لويس براون والتغلب على العقم

في أنبوب مخبري أو طبق زجاجي كهذا يحتوي مزيجاً من الجلوكوز, البايروفيت, الأحماض الأمينية ومواد مزودة للطاقة، قد تبدأ حياة نفس بشرية بإذن الله !
نعم ففي عام 1978 م قبل منتصف إحدى ليالي شهر تموز القصيرة، ولدت لويس براون أول طفلة أنابيب في العالم، فأحدثت ضجة إعلامية هائلة لأن ولادتها كانت فتحاً عظيماً في عالم الطب، وأملاً جديدا لمئات الأزواج المحرومين من الأطفال.
ولنعود بالحكاية إلى بدايتها يجب أن نرجع إلى أواخر الخمسينات من القرن الماضي حينما أخذ روبرت إدوارد الذي يعمل بالمعهد القومي للأبحاث الطبية بلندن على عاتقه مسؤولية إيجاد حل للعقم عند بني البشر:
كانت فكرة إدوارد مطروحة من قبل ومطبقة على عدد من الحيوانات كالأرانب وتتلخص فيما يلي : يتم الحصول على البويضات من مبيض الزوجة وعلى الحيوانات المنوية من الزوج، وإجراء عملية التلقيح مختبرياً ثم إعادة البويضة الملقحة إلى الرحم لتنمو في بيئة الرحم الطبيعية!
والمغزى من هذه العملية تخطي الانسداد الحاصل في أنابيب الرحم والتي تمنع حصول التلقيح الطبيعي:
كانت الخطوة الأولى هي محاولة تحفيز نمو البويضات التي حصل عليها من مبيض المرأة في المختبر .
واصل إدوارد الليل بالنهار لسنوات عديدة حتى تكللت جهوده بالنجاح في عام 1965،لكن العالم البريطاني أصيب بخيبة أمل حينما اكتشف أن تلك البويضات المحفزة مخبرياً لا تنمو بعد تلقيحها بسبب قضائها وقتاً طويلاً لتتحفز خارج جسم الإنسان ( 24 ساعة)، فكانت الفكرة البديلة أن يحصل على البويضات المحفزة طبيعياً داخل جسم الإنسان لكن هذا كان تحدياً كبيراً.
ففي أواخر الستينات كانت الطريقة الوحيدة المتوفرة هي استئصال جزء من المبيض جراحياً لامرأة تعاني أصلا من العقم، وفي أحد الأيام وقعت بين يدي إدوارد مقالة علمية لباتريك ستيبتو الذي يعمل في مستشفى أولدهام العام كجراح وطبيب توليد، وكانت المقالة تتحدث عن تقنية المنظار الجراحي واستخداماته – وكانت هذه التقنية حديثة في إنجلترا، وقد أشار ستيبتو في مقالته تلك إلى إمكانية الحصول على البويضات المحفزة داخل الجسم عن طريق المنظار .
وفي عام 1971 أعلن إدوارد وستبتو أنهما تمكنا من الحصول على بويضة ملقحة ومنقسمة إلى 16 خلية مختبرياً لأول مرة في تاريخ الطب!
وبعد محاولات مضنية لإعادة الجنين إلى رحم الأم والتي كانت تنتهي بالإجهاض التلقائي، توصل العلماء إلى الوقت المناسب من الدورة الشهرية لإعادة الجنين في الرحم وكانت النتيجة بولادة لويس براون طفلة صحيحة ، وهي اليوم قد جاوز عمرها الثلاثين!
الجدير بالذكر أن إدوارد حصل على جائزة نوبل تكريما لإنجازه الذي فتح آفاقاً جديدة في علاج العقم.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق