جديد المدونة

23 فبراير، 2011

أشهر ثورات المصريين من عصر الفراعنة الى"الفيسبوك"

أشهر ثورات المصريين من عصر الفراعنة
أشهر ثورات المصريين من عصر الفراعنة
لم تنشب الثورات التى قام بها المصريون على مر سنوات طويلة حتى وقتنا الحالى من فراغ أو بشكل عشوائي بل على العكس كانت لها جذور وطيدة تمتد الى ما نظمه أجدادنا الفراعنة فى عصرهم من احتجاجات ومظاهرات تدل على أن الثورة كلمة نكررها دائما ولا نكترث بمعناها ،وأن التاريخ يعيد نفسه .
ونرصد فى هذا الملف أبرز ملامح ونتائج الثورات العسكرية والشعبية التى مرت على مصر بدايةً من العهد الفرعونى الى العصر الحديث والمعاصر ،والتى نجد بها العديد من الأسباب المتشابهة والمطالب والمواقف المتكررة التى تؤكد أن الشعب المصرى تعامل مع الثورة فى الحضارة الفرعونية مثلما يتعامل معها الآن المصرى الحديث عبر صفحات "الفيسبوك ".

ثورة الملك بيبى الثانى 

ثوار عصر شهدت مصر ثورة فى عهد هذا الملك بسبب طول فترة حكمه وضعف الحكومة ، فبدأت الناس تضجر وتمل ،وكانت ثورة اجتماعية بسبب ضيق ظروف المعيشة وتركز كل الثروات فى يد حاشية الملك والكهنة و كبار رجال الدولة .
فقد قام المصريون بعمل اضراب عام شمل البلاد لكى يشل حركة الاقتصاد لاجبار الملك على تنفيذ مطالب الشعب وهو ما يتشابه مع سلوكيات المتظاهرين بأحدث ثورة مصرية فى 25 يناير2011 .
وكان المتظاهرون يعتصمون فى أكبر معابد مصر لكى يلفتوا النظر اليهم ، و يقومون ببعض الاعمال التى من شأنها اجبار الملك على سماع مطالبهم كزلزلة بوابة المعبد والعصيان المدنى مثلما يفعل بعض المحتجين الآن .

ثورة عرابى :
قادها الزعيم أحمد عرابي خلال الفترة من 1879-1882 ضد الخديوى توفيق والاوربيين وسميت آنذاك بثورة "عرابي" ، واندلعت فى 9 سبتمبر 1881 ولم تكن في نطاق عسكري فقط بل شملت أيضا المدنيين من جميع فئات الشعب وكانت بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، التدخل الأجنبى في شؤون مصر، ومعاملة رياض باشا القاسية للمصريين.
وشارك فيها الشعب المصري بكامل طوائفه مع الجيش بقيادة "عرابي" الذي أعلن مطالب الشعب للخديوي توفيق مثل :زيادة عدد جنود الجيش إلى 18000 جندي، تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي، عزل وزارة رياض باشا.
وحينما قال الخديوى بميدان عابدين: نحن ورثة الحكم ،جاءت الكلمة الشهيرة لأحمد عرابى فى هذه الثورة والتى نتوارثها الى الآن "لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثًا أو عقاراً، فوالله الذي لا إله الا هو إننا سوف لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".والملاحظ أن هذه العبارة تحمل المعنى نفسه لجملة رددها شباب ثورة 25 يناير:" احنا جيل جديد .. احنا مش عبيد " .
وقد استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة،وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة الجديدة ، وكان رجلا مشهوداً له بالوطنية والاستقامة،فألف وزارته في 14 سبتمبر1881م.

وكان محمود سامى البارودى وزيرا للحربية بها، ونجح في الانتهاء من وضع دستور للبلاد وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد بإرسال المذكرة المشتركة الأولى في 7 يناير 1882 ،والتي أعلنتا فيها مساندتهم للخديوى ، وتأزمت الأمورحيث تقدم "شريف باشا" باستقالته في 2 فبراير 1882 م بسبب قبول الخديوى تلك المذكرة.
ثم تشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل "عرابي" فيها منصب وزير الحربية، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها جاءت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال،وعند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في7 فبراير1882 م، وسميت هذه الوزارة باسم وزارة الثورة لأنها حققت رضا الشعب والجيش.
وكان لثورة " عرابى " الفضل فى تكوين نواة لجيش عربي من الأسرى العرب والضباط المصريين والعراقيين ساندوا جيش اللنبي القائد الإنجليزي . كما ساهمت الثورة العربية في غرس المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية العثمانية .


ثورة سعد زغلول 1919:
كانت بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية وجاءت هذه الثورة في ظل المعاملة القاسية للمصريين من قبل قادة الاحتلال البريطاني والأحكام العرفية بالإضافة إلى رغبة المصريين فى الحصول على الاستقلال.
وتفجرت شرارتها نتيجة مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركة في مؤتمر الصلح بباريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة رغم اصرار سعد زغلول عليها ،اضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، فانفجرت الثورة في كل مكان بمصر واشترك فيهاجموع الشعب المصري.
وكانت أول ثورة تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول وطالبت بالإفراج عن الزعيم سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانية إلى الرضوخ للمطلب الشعبي وأفرجت عنه.
أما الاسباب الرئيسية للثورة، فكانت تعرض الجماهير الفقيرة للظلم والاستغلال خلال4 سنوات أثناء الحرب العالمية الأولي، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحاصيل من أجل المساهمة في تكاليف الحرب، كما حرصت السلطات العسكرية على إجبار الفلاحين على زراعة المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة.
وتم تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين بشكل قسري للمشاركة في الحرب فيما سمي بـ"فرقة العمل المصرية" التي استخدمت في الأعمال المعاونة وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها.
واضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني والافراج عن سعد زغلول وزملائه الذين عادوا من المنفي إلي مصر. كما سمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، لعرض قضية استقلال مصر.
ولم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري، فعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة ثانية إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالاً، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، لكنها فشلت.
نتائج الثورة
اضطرت انجلترا بسبب اشتعال الثورة الى إعطاء مصر بعض حقوقها ،فصدر تصريح 28 فبراير 1922 الذي نص على: (أ) الغاء الحماية البريطانية عن مصر (ب) اعلان مصر دولة مستقلة بالاضافة الى صدور أول دستور مصري سنة 1923 و تشكيل أول وزارة برئاسة سعد زغلول 1924 الذي أفرج عن المسجونين السياسين.
ولكن لم تترك انجلترا مصر بعد هذا التصريح، فقد بقيت بعض قواتها متمركزة عند قناة السويس ولم يرحل آخر جندى انجليزى عن أرض مصر إلا عام 1956.

ثورة 23 يوليو 1952

الضباط الأحرار وكانت هذة الثورة عبارة عن انقلاب عسكري قام به ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952 ، وعرف في البداية بالحركة المباركة ثم اطلق عليها البعض فيما بعد لفظ ثورة 23 يوليو.
فبعد حرب 1948 ، ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب .وفي 23 يوليو 1952 ،قام التنظيم بانقلاب مسلح نجح في السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد ،وأذيع البيان الأول للثورة بصوت الرئيس الراحل أنور السادات وأجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.
وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة اللواء محمد نجيب ، كانوا يمثلون قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم الغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
وقامت ثورة يوليو على مبادئ ستة هى : القضاء على الاقطاع ،القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، إقامة حياة ديمقراطية سليمة ، إقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة إجتماعية.
انجازات الثورة :
تصدرتها الانجازات السياسية ومن أهمها: تأميم قناة السويس ،اقامة حياة ديمقراطية ، التوقيع على اتفاقية الجلاء بعد أكثر من 70 عاما من الاحتلال ، قيام النظام الجمهورى والغاء النظام الملكى .
ومن انجازاتها العلمية : اقرار التعليم المجانى ،اضافة عشر جامعات بعدما كانت ثلاث فقط ، انشاء مراكز البحث العلمى بالاضافة الى الاهتمام بالمستشفيات التعليمية .
كما قضت الثورة على الاقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية عن عرشها وحررت الفلاح باصدار قانون الإصلاح الزراعي وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الاجانب ،وتم الغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين.
وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري حيث قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل.

انتفاضة 1977 :
قامت هذة الانتفاضة فى 18 و19 يناير 1977،عندما أعلن د. عبد المنعم القيسونى نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية فى خطابه أمام مجلس الشعب عن اجراءات لرفع أسعار الخبز والسكر والشاى والسجاير والبنزين.
فكانت النتيجة ان ثارت الجماهير والعمال والطلاب فى القاهرة والاسكندرية وباقى المحافظات مما أجبر الحكومة على الغاء قرار زيادة الاسعار .

ثورة 25 يناير 2011 

شباب ثورة الغضب
يطلق عليها ثورة الغضب المصري أو الثورة البيضاء وتعتبرثورة شعبية سلمية التى بدأت الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق عيد الشرطة بمصر ،وهو اليوم المحدد من قبل عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، بينها حركة كفاية وشباب الإخوان المسلمين وحركة شباب 6 أبريل وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي (Face Book) و أشهرها مجموعة (كلنا خالد سعيد) ومجموعة (الرصد).
ومن أهم أسباب ثورة 25 يناير التى انطلقت من ميدان التحرير : قانون الطوارئ ، قسوة الشرطة ، طول فترة حكم مبارك ، الفساد ،سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل وتزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، تفجير كنيسة القديسين ،ومقتل الشاب خالد سعيد على يد قوات الشرطة .
وأدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم مساء الجمعة 11 فبراير 2011 ،وأعلن نائبه عمر سليمان في بيان قصير تخلي الرئيس عن منصبه وتكليفه المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد..
وحصدت هذة الثورة أكثر من 300 شهيد و5000 جريح من أجل الدفاع عن وطنهم والتمتع بالحريات والديمقراطية ،وكى يثبتوا للعالم أن الشعب المصرى استطاع أن يغير مجرى بلاده الى الافضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق