قد تبدو مجرد تصور من المستقبل لأحد أفلام الخيال العلمي، لكن تخيلوا أن ما تشاهدونه في هذه الصورة هو تصميم حقيقي سيتم تفيذه بالفعل لناطحة سحاب في تايوان باسم المراصد العائمة Floating Observatories:
تم تصميم هذا المبنى المدهش على شكل شجرة تحوي ثمانية مراصد عائمة تتحرك للأعلى والأسفل وتحمل الواحدة منها 80 شخص، ليستطيعوا من خلالها الحصول على مشاهدة استثنائية لتايوان من الأعلى!
تم تصميم تلك المراصد على شكل ورقة شجر لأن تايوان جزيرة على شكل ورقة شجر، وسيتم صناعتها من مواد خفيفة جداً مستوحاة من صناعة المركبات الفضائية. أما عن الاتزان والحركة فسيتم حفظ اتزانها وتحريكها للأعلى والأسفل بواسطة مجال كهرومغناطيسي قوي!
سيحوي المبنى نفسه متحفاً ومكاتب تجارية ومطاعم وقاعات مؤتمرات وحديقة، وسيبلغ طوله حوالي 300 متر، وهو ما يعني أن المبنى لن يكون منافساً في الطول لأعلى مبنى في تايوان “برج تايبيه 101″ الذي يبلغ طوله 509 متر.
وكما هو الحال في أغلب التصميمات الحديثة فقد تم تصميم هذا المبنى وفق معايير الحفاظ على البيئية، حيث يستخدم المبنى توربينات هوائية لتوليد الطاقة من الهواء، وكذلك سيحتوي على ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء من الشمس، كما سيتميز المبنى بمحطة لتوليد الطاقة من حرارة باطن الأرض لتوليد الكهرباء ولتسخين المياه!
قام بتصميم هذه الفكرة البديعة المهندس المعماري الروماني ستيفان دورين، واعتمدتها الحكومة التايوانية للتنفيذ بعد أن فازت بالمركز الأول في مسابقة دولية للتصميم، وسيبدأ العمل في المشروع عام 2012 بتمويل من الحكومة التايوانية.
أشرنا في الموضوع لمصطلح “توليد الطاقة من حرارة باطن الأرض
ولأنها المرة الأولى التي نشير فيها لهذا المفهوم أجدها فرصة جيدة لنتعرض له سريعاً:
يعرف أغلبنا أن درجة حرارة باطن الأرض أعلى بكثير من القشرة التي نعيش عليها، ونرى ملامح ذلك في كثير من الشواهد مثل الينابيع الساخنة والبراكين التي تخرج الحمم الملتهبة من باطن الأرض:
لذا ضعوا في الاعتبار الحقيقة التالية: “كلما حفرنا لأسفل أكثر كلما ازدادت السخونة”، ولو استطعنا الحفر للُبّ الأرض على عمق 6,437 كيلومتر سنجد أن الحرارة أصبحت 4,200 درجة مئوية (!!)، وهي الحرارة الكافية لصهر الصخور التي تسمى حينها باسم الماجما.
تخرج هذه الماجما غالباً في صورة لافا (تلك المواد المنصهرة التي تخرج من البراكين) ويبقى جزء منها عالقاً في الشقوق التي بين الصخور، ليقوم بتسخين الصخور المحيطة به والمياه العالقة في الأعماق. لذا فكر العلماء في الآتي:
لماذا لا نقوم بالحفر لأعماق كبيرة تحت الأرض لنصل لتلك المياه الساخنة، ثم نقوم باستخدام تلك المياه الساخنة لتدفئة المنازل والمباني، وإذا كانت شديدة السخونة نستخدم بُخارها في توليد الكهرباء. وهو ما تم بالفعل من خلال تطبيقات ما يسمى “طاقة باطن الأرض
تخرج هذه الماجما غالباً في صورة لافا (تلك المواد المنصهرة التي تخرج من البراكين) ويبقى جزء منها عالقاً في الشقوق التي بين الصخور، ليقوم بتسخين الصخور المحيطة به والمياه العالقة في الأعماق. لذا فكر العلماء في الآتي:
لماذا لا نقوم بالحفر لأعماق كبيرة تحت الأرض لنصل لتلك المياه الساخنة، ثم نقوم باستخدام تلك المياه الساخنة لتدفئة المنازل والمباني، وإذا كانت شديدة السخونة نستخدم بُخارها في توليد الكهرباء. وهو ما تم بالفعل من خلال تطبيقات ما يسمى “طاقة باطن الأرض
صورة محطة نيسجيفلر لتوليد الكهرباء من حرارة باطن الأرض في آيسلندا
توجد بالفعل العديد من محطات توليد الطاقة من حرارة باطن حيث تقول المنظمة الدولية لحرارة باطن الأرض IGA أننا نملك محطات كهرباء بتلك التقنية بقدرة 10,715 ميجاوات في 24 دولة من دول العالم.
الآن بعد أن عرفنا سريعاً مفهوم طاقة حرارة باطن الأرض سيكون من السهل علينا تخيل كيف سيقوم التايوانيون بمد أنابيب عميقة تحت الأرض للحصول على مياه دافئة لمبنى المراصد العائمة، فضلاً عن استخدام تلك التقنية كذلك لتوليد الكهرباء.
فكرة رائعة جداً أفضل ما يمكن أن يصفها هو المصمم المبدع ستيفان دورين صاحب فكرة هذا المبنى، والذي يقول: “سيكون هذا المبنى إثباتاً على روعة ما يمكن أن تحققه تكنولوجيا هذه الأيام
فين الصور
ردحذفحانزلها تانى
ردحذف