جديد المدونة

29 أكتوبر، 2011

مدينة المحتال



قرر المحتال وزوجته الدخول إلى مدينة قد أعجبتهم ليمارسا أعمال النصب و الاحتيال على أهل المدينة..

في اليوم الأول:
اشترى المحتال حمـــاراً.. وملأ فمه بليرات من الذهب رغماً عنه.. وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق..

لمح الحمـــار مراهقة في السوق.. فنهق..
فتساقطت النقود من فمه.. فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم.. أن الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه..

وبدون تفكير.. بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار..
واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير.. لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية..
فانطلق مع بعض التجار فوراً إلى بيت المحتال.. وطرقوا الباب..
قالت زوجته أنه غير موجود..
لكنها سترســـل الكلب.. وسوف يحضره فــــــوراً..
وفعلاً أطلقت الكلب الذي كان محبوساً.. فهـــرب لا يلوي على شيء..
لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماماً الكلب الذي هرب..

طبعاً نسوا لماذا جاؤوا.. وفاوضوه على شراء الكلب..
واشتراه أحدهم بمبلغ كبير طبعاً..
ثم ذهب إلى البيت.. وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك..
فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك..

عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى..
فانطلقوا إلى بيت المحتال.. ودخلوا عنوة..
فلــم يجــدوا سوى زوجته.. فجلسوا ينتظرونه..
ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته.. وقــــال لها: لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم..؟؟
فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك.. فقم بواجبهم أنت..

فتظاهر الرجل بالغضب الشديد.. وأخــرج من جيبه سكيناً مزيفاً من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض.. وطعنها في الصدر.. حيث كان هناك بالوناً مليئاً بالصبغة
الحمراء.. فتظاهرت بالموت..

صار الرجال يلومونه على هذا التهور..
فقال لهم: لا تقلقوا.. فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة..
وفوراً أخرج مزماراً من جيبه.. وبدأ يعزف.. فقامت الزوجة على الفور أكثر حيويةً ونشاطاً..
وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين..

نسي الرجال لماذا جاؤوا.. وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير..
وعاد الذي فاز به وطعن زوجته.. وصار يعزف فوقها ساعات.. فلم تصحو..
وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه.. فخاف أن يقول لهم أنه قتل زوجته..
فادعى أن المزمار يعمل.. وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته..
فاستعاره التجار منه..
وقتل كلٌ منهم زوجته..

بالتالي.. طفح الكيل مع التجار..
فذهبوا إلى بيته ووضعوه في كيس.. وأخذوه ليلقوه بالبحر..
ساروا حتى تعبوا.. فجلسوا للـــراحة فنــاموا..

صار المحتال يصرخ من داخل الكيس..
فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل كيس وهؤلاء نيام..
فقال له: بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة.. لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري..
طبعاً.. اقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس.. طمعاً بالزواج من ابنه تاجر التجار..
فدخل مكانه.. بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة..

ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس في البحر وعادوا للمدينة مرتاحين..
لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مائة رأس من الغنم..

فسألوه.. فأخبرهم بأنهم لما ألقوه بالبحر.. خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهباً وغنماً وأوصلته للشاطيء..

وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطيء..
لأنقذته أختها الأكثر ثراءً.. التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم..
وهي تفعل ذلك مع الجميع..

كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون..
فانطلق الجميع إلى البحر وألقوا بأنفسهم فيه (عليهم العوض) ..

وصارت المدينة بأكملها ملكاً للمحتال..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق