جديد المدونة

04 فبراير، 2011

شباب مصر: تذكروا ما فعله النبي بأهل مكة!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما وقد اقترب الفجر وأشرفت شمس الحرية والعدالة تشرق في سماء مصر.. فقد آن الأوان أن نقف وقفة متعقلة.. وقفة لا تخلو من روح الإسلام وسماحة الدين..

فالذين ظلموا وطغوا وتجبروا على شعبنا ها هم الآن يقفون وقفة الأسير وهم بين أيدينا..

وأنا في حديثي إنما أحاول أن أفكر بصوت مرتفع.. أقف محاورا لا معلما.. ومتوجها إلى الله لا موجها..

أتذكر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.. يوم خرجوا من مكة ويوم فتحها الله عليهم.

أحاول أن أبصر بعين قلبي دموعه وهو يفارق وطنه بعد أن آذوه وعذبوه ومن آمنوا معه وكادوا أن يقتلوه..

أتذكر وحدته وغربته وهو العزيز في قومه.. العزيز على أهل الأرض والسماء..

ثم أحاول أن أقف بين يديه بروحي بعد أن نصره الله على الظلم والطغيان وعلى الجاهلية الأولى في فتح مكة فماذا فعل؟

قال: ماذا تظنوا أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابنا أخ كريم.. فقال النبي: اذهبوا فأنتم الطلقاء..

هذه هي رحمة ديننا.. وهذه هي سماحته وروح كرمه  ونبع كرامته..

اليوم أراه أشبه بيوم فتح.. نعم فقد فتح الله قلوب وعقول المصريين على الحق والعدل والحرية والكرامة..

وكأن الناس عادوا إلى أوطانهم بعد غربه.. وأعزهم الله بعد ذل.. ووقف  أولياء الأمور يناشدونهم أنهم سيستجيبون لمطالبهم.. وأن كبيرهم  سيصلح ما أفسدته السلطة خلال السنوات فماذا علينا أن نفعل.. هل تعجبنا كثرتنا ونشمت فيه  ونطرده من دياره. أم نقول له ولأهله: اذهبوا فأنتم الطلقاء!!

علينا ألا نننسى أن حب الوطن كان هو المحرك.. وأن الإيمان بحول الله وقوته كان الدرع.. وأنهم حركتهم الكراهية فسادوا قليلا  ثم أخضعهم الله.. أما أنتم فقد حرككم الحب فسُدتم.. فلا تكونوا مثل من ظلموكم..

لا تحرككم الكراهية فتضلوا. ولا يقودكم الانتقام فتفسد قلوبكم..

لقد نصركم الله بالحب.. فلا تفسدوا نصركم بالكراهية والشماتة والإسراف في الإذلال..

سامحوا واعفوا وامتثلوا لقوله تعالى:"ولا تنسوا الفضل بينكم"..

فلهذا الرجل فضل على مصر وعلى أهلها  كما لهم عليه فضل..

فبحق هذا الفضل الذي أجراه الله على يديه وأيديكم.. لا تسحقوه ولا تهينوه فتكونوا أهنتم أنفسكم.. وزرعتم الصبار في أرض قلوبكم.. إن ذبحتم فأحسنوا الذبحة.. أنتم الآن ذبختم السلطة ومعناها وسطوتها وسلطانها فكونوا رحماء يرحمكم الرحمن ولا تتجبروا فتكونوا من بعدها من الخاسرين..

ولنعلم أننا الآن في فتنة كبيرة.. والوطن يسقط صريعا بيننا، وهناك من الفتن التي لا تفرق في جبروتها بين الظالم والمظلوم كما قال تعالى:"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"..

فعودوا إلى دياركم.. عودوا بالحب كما ذهبتم بالحب.. ولا تجعلوا من نصر الله لكم هزيمة لمعنى الحب فيكم فتنالوا النصر الظاهر وتخسرون قلوبكم ويحترق الإيمان فيها بنار الكراهية والإنتقام..

هناك بسطاء يعملون ويحصلون أرزاقهم يوما بيوم.. لا يجدون ما ينفقون

وهناك من يتضرر كثيرا من وقوف البلد كل بلا عمل ولا حركة..

فالله الله يا أحباب رسول الله.. وتذكروا فتى الفتيان عليا حين كان يبارز أحد الكافرين فلما تمكن منه وكاد أن ينزل عليه بسيفه بصق الرجل في وجهه... أتدرون ماذا فعل علي؟ لقد تركه.. وحين سئل قال: كنت سأقتله انتصارا لله فلما آذاني واشتد غيظي خفت أن أقتله انتصارا لنفسي فتركته..

كفى أيها الراشدون.. فمصر تتكالب عليها الأمم من حولها..

وتزرع فئات باغية الفتنة بين أهله..

وهم يتربصون بنا وبأرضنا وبشعبنا..

فلنعد أدراجنا.. ولنحمد الله على ما آتانا.. ولنكف عن التقاتل والتراشق..

فقد حقق الله على أيديكم  قوله تعالى: يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء"..

أما من ظلموا مصر وشعبها من كل الأطياف فليسوا ببعيدين عن قوله تعالى:
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

والله أسأل أن يشرح صدورنا ويثبت أقدامنا وينصرنا على أنفسنا بعد أن نصرنا على كل من آذانا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق