جديد المدونة

29 أبريل، 2011

تربية الأولاد على الآداب الشرعية

 
 
أولا : أهمية الموضوع
التربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت وهي مهمة ليست جديدة وهي عمل فاضل . وتبرز أهمية الكلام في هذا الموضوع في النقاط التالية :
1- الاقتداء بالرسول- صلى الله عليه وسلم- والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم وبمعرفة كيفية تربيتهم لأتباعهم يتم التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.
2- الوضع الحالي للأمة : فالناظر لواقع الأمة يجد وضعا سيئا لم يمر عليها طوال الأزمنة المتقدمة لقد أوشكت أن تعدم كثير من المبادئ الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية وبالتربية يمكن معالجة هذا الوضع.
3- بالتربية يتم إيجاد الحصانة الذاتية لدى الولد فلا يتأثر بما يقابله من شهوات وشبهات لأنّها تقوى مراقبته لله فلا ينتهك حرمات الله إذا خلا بها ولا يتأثر بالشهوات التي تزينت في هذا العصر تزينا عظيما فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله .
4- التربية مهمة لتحمل الشدائد والمصائب والفتن التي قد يواجهها الولد في مستقبل حياته .
5- التربية تهيئ الولد للقيام بدوره المنوط به دوره لنفع نفسه ونفع مجتمعه وأمته.
6- تتبين أهمية التربية من خلال وجود الحملة الشرسة لإفساد المجتمع من قبل أعداء الإسلام فوجود هذه الحملة لابد أن يقابل بتربية للأولاد حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم .
7- التربية تحقق الأمن الفكري للولد فتبعده عن الغلو وتحميه من الأفكار المضادة للإسلام كالعلمانية وغيرها.
8- التربية مهمة لتقصير المؤسسات التربوية الأخرى في أداء وظيفتها التربوية كالمدرسة والمسجد .
9- إن وجود بعض الأمراض التي انتشرت في الأمة سببه التقصير في التربية أو إهمالها فالسفور والتبرج والمخدرات والمعاكسات وغيرها انتشرت بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها .
10- التربية وسيلة للوصول بالولد إلى المثل العليا كالإيثار والصبر وحبّ الخير للآخرين .


ثانيا : مفهوم التربية
تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا من جميع جوانبه لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام وإن شئت قل: هي الصياغة المتكاملة للفرد والمجتمع على وفق شرع الله .

ثالثا : جوانب التربية
للتربية جوانب مختلفة فهناك التربية الإيمانية والتربية الخلقية والتربية الجسمية والتربية العقلية والتربية النفسية والتربية الاجتماعية والتربية الجنسية وغيرها .
أي لابد أن نفهم أنّ التربية ليست قاصرة على تربية الجسم فقط وليست قاصرة على تعريف الولد ببعض الأخلاق والآداب فقط بل هي أوسع وأشمل من هذا .

رابعا : المؤسسات التربوية
التربية ليست قاصرة على الوالدين فقط فهناك إلى جانب الأسرة المدرسة وهناك المسجد وهناك التجمعات الشبابية سواء صالحة أم غير صالحة وهناك وسائل الإعلام وغيرها فكلّ هذه المذكورات يشارك في عملية التربية.

خامسا : الحثّ على تربية الأولاد
لقد حثّ الإسلام على تربية الأولاد ومحاولة وقايتهم من النار فقال تعالى : (( يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) وقال تعالى : (( وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها )) وقال عز وجل : (( يوصيكم اللّه في أولادكم ))
. ومدح عباد الرحمن بأنّهم يقولون : (( ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماما )) .

ومن السنة يقول- صلى الله عليه وسلم-: (( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)) البخاري ومسلم. وفي الترمذي: (( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع )) ضعيف .وفيه أيضا (الترمذي): (( ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن )) ضعيف وفي المسند : (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع )) الحديث

وعند عبد الرزاق وسعيد بن منصور : (( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم)).

وحرص السلف على تربية أبنائهم وكانوا يتخذون لهم المربين المتخصصين في ذلك وأخبارهم في ذلك كثيرة .

ولاشكّ أنّ للتربية أثر كبير في صلاح الأولاد فالأولاد يولدون على الفطرة ثّم يأتي دور التربية في المحافظة على هذه الفطرة أو حرفها (( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) . والولد على ما عوده والده.

وينشأ ناشئ الفتيان منّا *** على ما كان عوّده أبوه
ومادان الفتى بحجى و لكن *** يعوده التدين أقربوه

والولد في صغره أكثر استقبالا واستفادة من التربية .

قد ينفع الأدب الأولاد في صغر *** وليس ينفعهم من بعده أدب
الغصون إذا عدلتها اعتدلت *** ولا يلين ولو لينته الخشب

فالولد الصغير أمانة عند والديه إن عوداه الخير اعتاده وإن عوداه الشر اعتاده 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق